الجمعة، ديسمبر 02، 2011

بين عربات القطار999

تخرج من منزلها عند السابعة صباحا حاملة فوق رأسها بقجتها الضخمة المليئة بالملابس الداخلية الحريمى، والدبابيس والبنس ،تسير بتؤدة ...كثيرون حذروها من الغضروف ..هو آت لا ريب, آه لو تأخر قليلا حتى تنتهي (رندا) من الكلية ... تصل محطة الجيزة عند الثامنة والنصف..الكمسرية لا يسألون، توفر ثمن المواصلات...تقف بين العربات وتنزل بقجتها ...جلست أمام الوابور ،استعدت لوضع الطاسة على عينه، طرقات عنيفة، أطل صديق (باسم)بعينين زائغتين ليعلن غرقه، ألجمتها الصدمة...دعت عليه البارحة فشل في التعليم وفى الشغل، لم تكن تعلم أن أبواب السماء مفتوحة تلك الليلة ...آه لو قطع لسانها قبل الدعاء ...أحست بالدوار واستندت على الوابور لم تشعر بلسعات النار وهى تبتر خمسة من أصابعها ...كم تتمنى لو ترتدى لباسا جديدا بدلا من المهلهل الذي ترتديه ، تأخذ واحدا من القابعين في البقجة، ولكن يجب أن تجمع باقي المبلغ لشراء الجيبة والبلوزة لـ(رندا) قبل ذهابها للكلية لكيلا يعيرها أصدقائها ، متى تنتهي من الكلية وترفع عنها هذا الحمل ...توقف القطار ،ساعدها أحدهم على حمل البقجة .. لا تشكر أحدا تخلى الجميع عنها عند وفاة زوجها ، أوشكت على بيع نفسها اكثر من مرة لولا ستر الله ...خرجت ، نزلت الأنفاق ،نظرت بطرف عينها للمرأة المنقبة الواقفة على عكاز التي تمد يدها أكملت طريقها لمكانها أمام بائعي الكتب عند سور الأزبكية .

18/2/2007