الاثنين، يونيو 23، 2008

الفصل الأول من رواية المدينة التائهة

حطت رحال قبائل (المالفيو) في بلاد ما وراء الجبل ما بين سنتي 1650 و 1667.. كان (مالدينو) زعيم قبائل (المالفيو) يملك أصابع ذهبية في تدليك الأجساد، يمررها برفق، تسترخي الأعصاب وتعود لسيرتها الأولى.. فاقت شهرة (مالدينو) الآفاق، استولى الأمراء على أصابعه..تردد اسمه في بلاط الإمبراطور (خاقان) كاسح الجيوش، صاحب الجسد الضخم، المبارز المحنك، لم يستطع أحدٌ هزيمته. "كم تحتاج يا (خاقان) ليد تزيل عن كاهلك وعثاء الحُكم والمبارزة" أمر (خاقان) بإحضار (مالدينو).. جربه. أدمنه. عينه مدلكه الخاص. - لن تمتد يدك لغيري بعد اليوم يا (مالدينو). يدخل (مالدينو) مع الأمبراطور الحمام الكبير المكسو بالرخام بعدما يقوم الحرس بتفتيشه جيدًا، سيعطيه الإمبراطور ظهره وهو لا يأمن أحدًا عليه، يجرده من ملابسه، وينام الإمبراطور في المغطس، ويبدأ (مالدينو) التدليك، لتسترخي أعصابه...ينسى جميع المشاكل، ويصفو ذهنه...بخوف قص (مالدينو) حكايات ونوادر رآها في ترحاله، يضحك (خاقان)، أقتحم (مالدينو)قلبه بحلاوة لسانه وطلاوة حديثه...بعد كل جلسة يتمكن (مالدينو) من زرع أحد أقاربه داخل القصر حتى تمكن من زرعهم جميعًا, أخبر (مالدينو) الإمبراطور عن مؤامرات تحاك ضده للاستيلاء علي العرش، دغدغت الثقة عقل (خاقان) فأصابته بالشلل..طلب مشورة (مالدينو) فأخبره بضرورة التخلص من (قادل)قائد الجيوش. - (قادل) أوشك علي الاستيلاء علي العرش...يجند الجند لحسابه, وأصبح الجيش جزيرة منعزلة داخل المملكة. أتسعت عين (خاقان) ذعرا, ثم قطب حاجبيه في غضب. *** بعدما انتهى (خاقان) من مبارزة(قادل) قائد الجيوش.. لا يقتل غدرًا، عند شعوره بضرورة التخلص من أحدهم يعلن المبارزة، لا يجرؤ أحد على الرفض.. هذه المرة كانت مرهقة، فالقائد مبارز محنك، ولكن شأوه لم يصل له، تمكن من فصل رأسه عن جسده بعدما أثخنه بالجراح.. استدعى (مالدينو) ليزيل عن كاهله عبء السنوات الطويلة التي قضاها في صداقة (قادل)، كالمعتاد رفع( مالدينو) ذراعيه أمام الحرس. فتشوه. - لاشيء. ادخل. أعطاه (خاقان) ظهره، وفرد ذراعيه بجانبه، جرده (مالدينو) من ملابسه...نام (خاقان) في المغطس.. شمر (مالدينو) عن ذراعيه وبدأ التدليك..استرخى (خاقان)، أغلق عينيه... بقبضته هوى (مالدينو) على حنجرة (خاقان) بقوة فكسرها، اتسعت عينا (خاقان) عن آخرهما، أمسك برقبته، وضغط عليها، حاول أن يصنع فرجة ضئيلة يغزو منها الهواء جسده. حشرجة . ارتعاشه. تشنج. ثم سكن الجسد. اندفع (مالدينو) خارجً الحمام...ولول, لطم خديه، شق جيبه.. اقتحم الحارسان الحمام. بخوف تفحصوا جسد الإمبراطور..تبادلا نظرة زائغة . - مات. تفشى الهرج والمرج داخل أروقة القصر.. يعدو الجميع في كل اتجاه زائغي العيون متخبطين.. يقطعون الدهاليز ويعودون دون أن ينجزوا شيئًا..أشهر رجال قبائل(المالفيو)السيوف والخناجر المخبأة بين ثنايا ملابسهم، أعمدوا القتل والذبح في الجميع، استدعوا الأمراء: "الإمبراطور مات" "يجب أن يترك الجميع أسلحتهم بالخارج" أجلسوهم في أكبر قاعات القصر، تركوهم ساعات،حتى كلت نفوسهم....فُتحت جميع أبواب القاعة، حاصر رجال قبائل (المالفيو) الأمراء العزل، وقتلوهم بدون مقاومة تذكر.. نظفوا المكان، ثم اعتلى (مالدينو) العرش. *** ماذا ستفعل بهذا الصبي يا (زارونكي)؟ تخلعه؟ وتُؤلب الأمراء والناس عليك؟.. آه يا (زارونكي).. صبي في الرابعة عشرة من عمره بعد أن ترسخ قدماه في حكمه يعطيك الأوامر.. اخلعه وتحمل العواقب، ولكن المسئولية ستتعلق بعنقك ولن تستطيع التنصل منها، صبي نبت عضوه البارحة يقلب رأسك وحياتك رأسًا على عقب، بالأمس وأنا أحدثه عن أحوالِ الرعية حدَّق في نهد الخادمة التي أتت لنا بالشراب وتابع أفخاذها الرجراجتين عند انصرافها وكأني لا أجلس معه.. آه وجدت الحل، أغرقه في اللذة، أُوحي له أن السلطة تعني التفرغ لمضاجعة النساء.. استدعى (زارونكي) الحراس. - ائتوني بـ(بركات ) في التو والحال. ابتسم عند رؤيته لـ(بركات)، وفتح ذراعيه، واحتضنه. - أفتنا يا (بركات) في رجلٍ يريد أن يصبح فحلاً ولا يكلُّ من مضاجعة النساء. انتشى (بركات).. آه منكم أيها الأمراء! تحملون أعضاءكم على أكتافكم، جميعهم يتمنون رضاك يا (بركات)، لو أمرتهم بتقبيل قدميك لفعلوا.. أمال عمامته للوراء: - قضيب الضبع يجفف ويسحق ويستف منه قدر دانقين، فإنه يهيج شهوة الوقائع بحيث لا يمل النساء ولو أتى عشرين امرأة، أما خصية الذئب تؤكل مشوية تهيج الباه، ومن أخذها معه يأتي النساء كثيرًا، وعليه بالسذاب والسمسم المقلي والشلجم المطبوخ، وجلد الضب يتخذه طرفًا للعسل ويلعقه ويطلي قضيبه بدم فأر، ويعلق في عنقه قضيب كلب جاف وقلادة من حجر الباءة. انفرجت أسارير (زارونكي).. وألقى بصرر النقود لـ(بركات). - أفتنا في طريقة سحرية للقتل. أطرق (بركات) مفكرا.. ابتسم.. قال بثقة. - بيش، نبات ينبت بالهند، الدانق منه سم قاتل، تُربى الفتاة من طفولتها به، وذلك أن يفرش تحت مهدها مدة، ثم فراشها مدة، ثم ثيابها مدة، إلى أن تأكل منه ولا يضرها، ثم ابعثوها لمن تريدون قتله فإذا واقعها مات. *** ربت (زارونكي) على كتف (أنتروفك)، وأعاد لمسامعه قصة جده السادس (مالدينو) وكيفية استيلائه على العرش، لم يكن مثله، لم يستطع تجاوز الاثنتين، أما هو فيضاجع خمسة.. ابتسم: - الفضل كله يعود لوصفاتك. في قرارة نفسه أقسم على جعلهن ستة؛ ليصبح أعظم إمبراطور في العالم وتعلق ذكراه بالأذهان، استأذنه (زارونكي).. حدَّق (أنتروفك) في النهد النافر، أمر الحراس بالخروج، ابتسموا، فابتسمت الخادمة لمعرفتها بما يدور في خلد (أنتروفك). - اسمك. - (نجوى). أمرها بالاقتراب...اعتصر ثدييها، حلب شفتيها، افترشا أرض القاعة وغابا عن الوعي ينهلان من اللذة دون كلل. *** ماذا ستفعل يا (زارونكي) بهاتين الحبلتين؟ تقتلهما وتُؤلب الأحمق (أنتروفك) عليك..؟ لا تستطيع تركهما حتى يلدا، يكفيك أحمق واحد ولتكن ولاية العهد لولدك..العاهرتان تكتما الأمر، أصبح إسقاطهما عسيرًا , وقتلهما مستحيلا لن يدعك (أنتروفك) تنجو بفعلتك، يجب احتواء الأمر قبل أن يصل للفتى، أقنعه بضرورة إبعادهما لمصلحته حتى لا يغضب العامة من أمر انجابه من أختين بدون رابطة زواج...ومصلحتهما لكيلا يفتك العامة بهما, وأذا أراد لقائهما يأمر بأحضارهما وسيحضرا صاغرتين، ثم أزوجهما خادمين وأهديهما الخمسة عشر آلاف فدان الواقعة وراء الجبل مناصفة؛ فأنا غير قادر على السيطرة عليها.. ينهبها النائب...لم ينتبه (زارونكي) لدخول أحد الحراس عليه وهو شارد. - سيدي، تعاظمت ثروة (سمعان) التاجر. ببطء عاد (زارونكي) لعالمه...حدق في وجه الحارس مليا...ثم قال ببطء. - أرسل له بيشة ثم صفِّ ثروته وأدخلها الخزانة.. أسرع في طلب (بركات). انصرف الحارس لتنفيذ الأمر, ورحل (زارونكي) مرة أخري عن عالمه, وقف وحيدا في باحة حكم (انتروفك) الموحولة.. عند وصول بركات... نزل(زارونكي) من مقعده المرصع بالتوتيا والبسنذ والسامور والشياطين والعاج الذي صنعه خصيصا ليكون أشبه بكرسي العرش، واحتضن (بركات). - مالي أرى الحزن في وجه سيدي؟ - آه يا (بركات).. الهموم . الهموم. - عليك بالقرنفل، فرائحته تقوي الدماغ البارد وتقوي القلب وتفرحه. - (بركات) أيها الحبيب، أفتنا في رجلٍ يريد امرأته إذا جومعت لا تحبل. أمسك (بركات) طرف ردائه في زهو، وشد قامته في اعتداد، ابتسم، وقال بثقة: - فلفل، شجرة تنبت بمليار بالهند، وهي شجرة عالية لا يزال الماء تحتها وهي عناقيد، إذا حميت عليها الشمس انطبقت على كل عنقود منها أوراق حتى لا تحترق، وهي مثل شجرة الرمان، وبين الورقتين عنقودان منظومان بالفلفل، وعنقوده في طول الإصبع، وهو يخفف المني ويبرزه، إذا احتملته المرأة بعد الجماع منع الحمل، أما القنبيط إذا احتملته المرأة بعد الجماع أفسد المني، ودم الأرنب إذا شربته لا تحبل أبدًا. *** تهشمت الزروع تحت وطأة اقدام الجماهير الغاضبة .. لم يتمكن الحراس من السيطرة عليهم كالمعتاد.. قتلوا جميع أفراد الأسرة الحاكمة، لم يتبق إلا الإمبراطور، اقتحموا القصر، حطموا كل شيء، اقتحموا الغرف، بقي القليل من الغرف، داهمهم اليأس. - هرب. فتحوا أحد الباب، وجدوا الإمبراطور يضاجع إحداهن، غائب تمامًا عن الوعي. هوى السيف على وسطه فشقهما. *** - يجب أن نسترد جميع الأراضي التي بعثرها هؤلاء الرمم.

الجمعة، يونيو 20، 2008

رأي الشاعره زينات القليوبي في قصة من اجندة الروائي

يا جماعه انا نزلت القصه دي في موقع الورشة الثقافي وهذا كان رأي الشاعره في قصتي الموجوده بالاسفل ارجو منك الاطلاع علي القصه قبل الاطلاع علي رأي الشاعره
ده رأي الشاعره زينات القليوبي
القاص الزميل / محمد حلمي مخلوف
أولا شكرا لدعوتك الكريمة
ثانيا .. ظننت أني سأقرأ قصة وأكتفي .. ولكني لم أترك الآجندة إلا بعد أن فرغت من جميع القصص ؟؟؟
وأستعدت بآسي قراءة قصة الأم التي حصدت بموت إبنها النار وحصد بغضبها عليها الموت .. إثر العار ؟؟؟
ومن خلال إطلالتي السريعة .. آراك تكتب بطريقة جديدة قد تبدو للبعض
غير مرتبة الآفكار .. حيث أنها طريقة تعمد إلي القفز في أكثر من إتجاه بطريقة المباغتة ؟؟؟ التي آراك تتعمدها لتصل بالمتلقي إلي حالة تشبه الحاله التي تعنيها بوعيك
ولا تفصح عنها قصصك لأنها حالة تختبئ خلف مشاعر الأبطال .. في عالم يضج بالفوضي .. والحروب .. والمجاعات .. والإنهيارات الأخلاقية .. وسحق الكرامة .. وإمتهان حقوق الإنسان .. أذن
لاعجب أن يصل ( المتلقي ) لهذه الحالة من الهذيان والشتات
لأنك بمنتهي الحرفية .. أردت أن تلقيه ..( بوعي ) .. في فضاءات اللاوعي .. التي تحيط به .. ولكنه لايراها .. أو أصبح لايرغب في أن يراها حتي لا يفتضح أمره ؟؟؟
لتضعه آمام حقيقتة في مرآة هذه النماذج التي طرحتها
بحثا .. عن متلقي .. يراك كما
رأيتك ؟؟؟

لا أعرف هلي ثقة في قدرتي علي ( إستنباط الدلالات ) قاربت حد الغرور
أم هو إنتقام منك .. لأنك أيقظتني ..
من الغيبوبة ؟؟؟


زينات القليوبي
تحديث:
ده رابط موقع الورشه الثقافي دوس عليه هتروح للقصه علي طول
http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&sid=4647

الثلاثاء، يونيو 17، 2008

المدينة التائهة والبحث عن دار نشر

يا جماعه دي اول ثلاثة صفحات من رواياتي المدينة التائهة وانا هانزل فصولها في المدونة
وهانزل رأي دار اسمها دار الحضاره في الرواية
بس انا عايزكم الاول تشوفوا القصه اللي تحت ويارب تعجبكم

علي فكره انا اكتشفت ان الكتابة اسهل بكتير من النشر انا لو بطلت كتابة يبقي بسبب دور النشر

دي اول ثلاثة صفحات

أبي.

أمي.

والله لو كنت مثالا, وأملك القليل من السلطات لصنعت لكما تمثالا ووضعته في أكثر الميادين شهرة.

م.ح

الخائفون لا يصنعون الحرية.............

والمترددون لن تقوي أيديهم المرتعشة علي البناء.

جمال عبد الناصر.

النتن لا يشم رائحته بل يشمها الآخرون.

م.ح

تنويه.

قصة مملة كلما رويتها لأحدهم يغط غي نوم عميق قبل أن أفرغ منها فأرجو أن يكون لدي أحدكم سعة صدر لسماع قصتي للنهاية.

أعتذر لعدم كتابة أسمي

للاعتبارات الأمنية.

تم كتابة هذه السطور

في بلاد ما وراء الجبل

بعيدا عن الجدران

المرصعة بالعيون.

وده رأي دار الحضاره معرفش مين عبد الناصر العيسوي ده

الأخ الحبيب

المهندس إلهامي

تحيـة طيبـة

حاولتُ قراءة الرواية المعنونة "المدينة التائهة"، وحاولتُ تكملة قراءتها أكثر من مرَّة، فلم أفلح، لأن كاتبها اختزل الأحداث اختزالاً حتى لا يستطيع أحدٌ فهمها غيره. وحاولتُ التقدُّم للأمام أكثر من مرة، بصعوبة بالغة، وحاولتُ معرفة سبب ذلك، فوجدتُه يحكي عن أشياء في ذهنه هو، وليست على أرض الواقع، وهذا هو المحكّ، فإن النقاد ومؤرِّخي الأدب لا يعتبرون القصص والحكايات التي تسبق (روبنسون كروسو) لدانييل ديفو- لا يعتبرونها روايات لأنها ليست واقعية.

وإذا نظرنا في "المدينة التائهة" للأستاذ محمد حلمي مخلوف، فإننا لا نجد مكانًا واقعيا مقنعًا، ولا زمنًا يستفيد به الكاتب لتنسيق الأحداث، ولا ليل ولا نهار، فلا يوجد غير الأحداث والحوار، دون أماكن، أو في أماكن غير واقعية، لشخصيات خيالية، بالرغم من امتلاك الكاتب لكثير من الأدوات وقدرته على صنع الحوار وسرعته وتراشقه، والإسراع بالأحداث والصعود لأكثر من ذروة، ومحاولته الإدلاء ببعض صفات الشخصيات التي يستخدمها.

لكن العيب الرئيسي الذي يخرج هذه الحكاية من كونها رواية، هو عدم التقاط شخصيات وأحداث من الواقع. فامتلاك الأدوات وحده لا يكفي لصنع رواية، كا أن عدم معايشة الواقع والتقاط مشاهداته سيرجع بنا إلى ما قبل عصر الرواية، إلى "حيّ بن يقظان" وبعض الحكايات الذهنية التي كتبها ابن سينا وابن النفيس وابن شهيد. وهذا لا يصلح إلاَّ في مراحل تاريخية مضت.

وعليه، فإن نشر الكتاب سيضرّ بمستقبل المؤلف، لأن القارئ لن يستطيع الخروج برواية، كما أن الناقد سيقول ما قلتُ، وسيحبَط المؤلف، فلا داعي لنشره. ولتكن لنا عبرة من عدم نشر سلامة موسى لرواية نجيب محفوظ عن "القرية"، حيث إنها مكتوبة من ذهنه وليست من مشاهداته، لأنه لم يرَ القرية أصلاً، وإنما هو ابن المدينة، فانظر ماذا فعل حين كتب عن مشاهداته في المدينة، لقد اعتلى بمشاهداته الواقعية في المدينة عرش الأدب.

أمَّا كتابة رواية أسطورية لإسقاط الأسطورة على الواقع، فيمكن ذلك طبعًا، ولكن عليه أن يقرأ مسرحية "إنت اللي قتلت الوَحش" لعلي سالم. أما إذا أراد توظيف حكايات غير واقعية فليكن هذا عن وعي، وعن قراءة للواقع، وليقرأ "ليالي ألف ليلة" لمحفوظ. ولو استطاع الكاتب أن يحكي عن شيء ذهني ويقنعنا بأنه واقعي فهو كاتب جهبذ ونحن في انتظار ما يكتب، أما إذا لم نحسّ بواقعية ما يكتب فلن نصدِّق شيئًا ولن نتعاطف مع ما يكتب، حتى لو اعتصر الدموع من الشخصيات اعتصارًا، وأدار الحوار بين الشخصيات، لأن كل ذلك يجري في ذهنه هو.

وهذا رأيي الشخصي وما أملاه عليَّ ضميري

وتقبَّل تحيات أخيك

عبد الناصر عيسوي


من أجندة الروائي "وغدا في المعسكرات "


بعد دهس كرامتي بحذاء ذلك الجندي الغبي الجهم ،استطعت الحصول على أجندة صديقي (مدحت صفوت)قبل جرد الغرفة ... بصقه كبيرة تحية لكل جنود الأرض.

غضب كثيرا عندما قدمته لأحد أصدقائي علي أنه روائي فاشل ...أحيانا اشعر برغبتي في سحق رأسه بحذائي،وأحيانا ارغب -لو أستطيع- في إهداء عمري إليه .

تحمل ألاجندة عنوان "مواقف حياتيه من واقعنا الأليم " .

· موقف (1)

ظل يشكو لوالدته عمله على عربات الآخرين وتعمدهم إذلاله ...قبل يدها وطلب بيع القراريط ، قالت والدموع تترقرق في مقلتيها .

- على عيني يا ولدى دمعتك دي.

ثم امتدت يدها ونزعت الختم من صدرها ...ولكن يجب أن تكتب باسمها فكثيرا ما سمعت عن أبناء تخلوا عن آبائهم .

بعد عودته من الأجنس قبلها واعتذر لكتابة السيارة باسمه لأنها لم تذهب معه ، وقريبا ستنتقل إليها .

- إحنا التنين* واحد يا ولدى .

ظل يعمل ويعمل ويعمل . تناسى الأمر .

- أنا بحبها يا أمي وعاوز أتجوزها .

وافقت على مضض تحت وطأة توسلاته و أقسمت برأس أبيها، سيصبح مطية لها .

كعادته وضع مفاتيحه على المنضدة ، ودخل دورة المياه ليغتسل من وعثاء السفر ذهابا وإيابا ...دعته زوجته للطعام باقتضاب .

-مالك ... يوووه .

جلس ثلاثتهم لتناول الطعام ... تحررت عبرة من مقلتيها وأخبرته بأن والدته قالت لها كيت وكيت وكيت وهمت بضربها ، و بالرغم من مقدرتها على الرد أسرعت بالاختباء ... نظر لوالدته بغضب وسبها ثم طردها خارج المنزل.

جلست كالمعتاد في بلكونتي أتناول الإفطار قبل ذهابي للورشة ... سمعت صراخا في البناية المجاورة ... اخترقت الحشد الذي يحوقل ، فارتطمت بالسيدة ملقاة فوق صدر ابنها الذبيح وقد فارقت الحياة.

وعلمت من أهل الحي أن زوجة السائق قد جنت وأخذت تتحدث عن خيانتها له مع صديقه وإقناعه ببيع السيارة وشراء واحدة اكبر وسرقتها ماله وذبحها إياه أثناء نومه وسرقة عشيقها لها ...علمت أيضا بوقوع حادث راح ضحيته ثلاثة أفراد من بينهم

العشيق .

أخبرتني السيدة أنها تعانى جوعا شديدا لطردها المتكرر من المنزل لان زوجة ابنها

تؤلبه عليها لشكها بوجود علاقة بينها وبين صديقه .

· موقف (2)

ملحوظة "الصفحات مطموسة بعض الشيء توجد عبارة أعلى يسار الصفحة مكتوبة باللون الأسود" .

"لا تحسبن الفراق ببعيد فاجلد أو اتركه لغيرك "

انه يتحدث عن صديقه الذي حذر حبيبته من مجموعة الفتيات اللاتي يحمن حولها ... فقد اخبره أحد أصدقائه عن استضافته لواحدة منهن في منزله ، و لكن يجب أن تخرج عذراء وألا سيتزوجها .

يقول : أن صديقه زاره في الورشة وكان اصفر الوجه زائغ العينين واخبره عن رؤيته لها هذا الصباح واتفاقهما أن يتقابلا الساعة الثانية عشرة ظهرا ولم تأتى ، وعندما اتصل بها أخبرته بأن كل شئ بينهما انتهى ، حاول الاستفسار فأغلقت السماعة بوجهه.

يقول : انه كان يمر بلحظات يشرد ثم يغيب عن الوعي ، انتابته هذه الحالة أثناء جلوسه بمفرده بالمنزل وأصابته إغماءه في الحمام وعند ارتطمت رأسه بالحوض نزف حتى الموت ... بعد أسبوع من جنازته رأى الفتاة التي كان يحب تسير مع مجموعة الفتيات اللاتي اخبره عنهن فأبتسم واكمل طريقه للورشة .

· موقف (3)

ملحوظة "هذا الموقف مكتوب على هيئه نقاط ولا أدرى لماذا ؟ ، ربما كان يريد الانتهاء منه سريعا "

* كان يعمل صياد واستطاع تكوين ثروة .

* لديه عدة محلات ضخمة ، يعمل لديه الكثيرين ، يتعاقد معهم على انهم سيعملون ست ساعات مقابل مائتي جنيه شهريا ، ولكنه يعملون ست عشرة ساعة مقابل ثمانمائة شهريا .

* ممنوع استخدام المحمول أو الضحك أو الأكل أو الجلوس أثناء العمل .

* الكاميرات تملأ المكان ناهيك عن الجواسيس والملاحظين .

* يتزوج بفتاتين شهريا يذهبن إليه والمقابل شقة و سيارة وخمسون ألف جنيه مع اشتراط عدم الإنجاب .

* لديه ولدان يديرا العمل بقسوة وعجرفة بالغتين .

ملحوظة " الصفحات القادمة غير ذات أهمية تتكلم عن الفترة التي قضاها أثناء بناء المدينة الجديدة ، هناك عبارة أعلى يسار الصفحة "

" بين أحياء الفقراء والأغنياء خطا وهمي لا يستطيع أحدا تجاوزه "

أعلنت الحكومة عن احتياجها الشديد للكثير من الحرفيين والمرتبات مجزية .استقر بي المقام هناك اكثر من عامين ، انتهينا من تشيد المدينة التي كانت اقرب إلى الفنادق .

عدت إلى بيتي احمل الكثير من الأموال وأنا في حيرة بين الزواج أو عمل ورشة صغيرة .

· موقف (4)

يسقط غودارد وتيرمان وغالتون .

ملحوظة " أنا في الحقيقة لا اعرف أصحاب هذه الأسماء "

وبالرغم من صعوبة الاختبارات اعتمدت على ثقافتي المحدودة...بعدها بأيام انتشر الجنود في أحياءنا وأخبرونا بأننا اقل من مستوى الذكاء العادي، وسننقل لمكان آخر لرفع مستوانا، أخبرتهم بتمكني من حل الكثير من الأسئلة، دفعوني داخل الشاحنة بعنف حتى كادت عنقي أن تتهشم...ألقى الضابط علينا قائمة من الممنوعات اغلبها خاص بالزواج، هناك العديد من الورش وكلا سيعمل في حرفته...ذهبت لغرفتي لم استطع النوم وأوشكت على قطع ذراعي.

قبل دخولي المجمع اصطدمت عيني بفتاة رقيقة بريئة، انتبهت لنظراتي المنبهرة فعلا الخجل وجنتيها وتوارت عن نظري سريعا.

صارحتها بحبي ، بادلتني الشعور وذكرتني بمنعهم الزواج ،تزوجتها سرا ، وأثناء اجتماعي الثالث بها ، اقتحم الغرفة عددا من الجنود ، حاولت سترها بجسدي ، شعرت بعصا باردة توضع على ظهري فسرت دفقه من الكهرباء في جسدي وغبت عن الوعي ... عندما استيقظت وجدتني نائما في غرفتي ، وجلست لأكتب ما حدث .

ملحوظة " اقتحم بعض الجنود الغرفة وأطلقوا النار عليه فسالت دماءه على الأجندة وطمست ما فيها من كلم ، لا أدرى لماذا لم يقتلوه عندما ضبطوه متلبسا بالزواج يبدو أن الأوامر تغيرت ليكون عبرة لنا وقد كان "

..................................................................................

*(التنين) هكذا في الأجندة ومعناها الاثنين تقريبا.

إبراهيم محمد الكاشف

الصحراء الغربية

معسكرات العزل

المجمع 158 رجال

الغرفة 93

16/3/2086

14 /12/2006