بعد دهس كرامتي بحذاء ذلك الجندي الغبي الجهم ،استطعت الحصول على أجندة صديقي (مدحت صفوت)قبل جرد الغرفة ... بصقه كبيرة تحية لكل جنود الأرض.
غضب كثيرا عندما قدمته لأحد أصدقائي علي أنه روائي فاشل ...أحيانا اشعر برغبتي في سحق رأسه بحذائي،وأحيانا ارغب -لو أستطيع- في إهداء عمري إليه .
تحمل ألاجندة عنوان "مواقف حياتيه من واقعنا الأليم " .
· موقف (1)
ظل يشكو لوالدته عمله على عربات الآخرين وتعمدهم إذلاله ...قبل يدها وطلب بيع القراريط ، قالت والدموع تترقرق في مقلتيها .
- على عيني يا ولدى دمعتك دي.
ثم امتدت يدها ونزعت الختم من صدرها ...ولكن يجب أن تكتب باسمها فكثيرا ما سمعت عن أبناء تخلوا عن آبائهم .
بعد عودته من الأجنس قبلها واعتذر لكتابة السيارة باسمه لأنها لم تذهب معه ، وقريبا ستنتقل إليها .
- إحنا التنين* واحد يا ولدى .
ظل يعمل ويعمل ويعمل . تناسى الأمر .
- أنا بحبها يا أمي وعاوز أتجوزها .
وافقت على مضض تحت وطأة توسلاته و أقسمت برأس أبيها، سيصبح مطية لها .
كعادته وضع مفاتيحه على المنضدة ، ودخل دورة المياه ليغتسل من وعثاء السفر ذهابا وإيابا ...دعته زوجته للطعام باقتضاب .
-مالك ... يوووه .
جلس ثلاثتهم لتناول الطعام ... تحررت عبرة من مقلتيها وأخبرته بأن والدته قالت لها كيت وكيت وكيت وهمت بضربها ، و بالرغم من مقدرتها على الرد أسرعت بالاختباء ... نظر لوالدته بغضب وسبها ثم طردها خارج المنزل.
جلست كالمعتاد في بلكونتي أتناول الإفطار قبل ذهابي للورشة ... سمعت صراخا في البناية المجاورة ... اخترقت الحشد الذي يحوقل ، فارتطمت بالسيدة ملقاة فوق صدر ابنها الذبيح وقد فارقت الحياة.
وعلمت من أهل الحي أن زوجة السائق قد جنت وأخذت تتحدث عن خيانتها له مع صديقه وإقناعه ببيع السيارة وشراء واحدة اكبر وسرقتها ماله وذبحها إياه أثناء نومه وسرقة عشيقها لها ...علمت أيضا بوقوع حادث راح ضحيته ثلاثة أفراد من بينهم
العشيق .
أخبرتني السيدة أنها تعانى جوعا شديدا لطردها المتكرر من المنزل لان زوجة ابنها
تؤلبه عليها لشكها بوجود علاقة بينها وبين صديقه .
· موقف (2)
ملحوظة "الصفحات مطموسة بعض الشيء توجد عبارة أعلى يسار الصفحة مكتوبة باللون الأسود" .
"لا تحسبن الفراق ببعيد فاجلد أو اتركه لغيرك "
انه يتحدث عن صديقه الذي حذر حبيبته من مجموعة الفتيات اللاتي يحمن حولها ... فقد اخبره أحد أصدقائه عن استضافته لواحدة منهن في منزله ، و لكن يجب أن تخرج عذراء وألا سيتزوجها .
يقول : أن صديقه زاره في الورشة وكان اصفر الوجه زائغ العينين واخبره عن رؤيته لها هذا الصباح واتفاقهما أن يتقابلا الساعة الثانية عشرة ظهرا ولم تأتى ، وعندما اتصل بها أخبرته بأن كل شئ بينهما انتهى ، حاول الاستفسار فأغلقت السماعة بوجهه.
يقول : انه كان يمر بلحظات يشرد ثم يغيب عن الوعي ، انتابته هذه الحالة أثناء جلوسه بمفرده بالمنزل وأصابته إغماءه في الحمام وعند ارتطمت رأسه بالحوض نزف حتى الموت ... بعد أسبوع من جنازته رأى الفتاة التي كان يحب تسير مع مجموعة الفتيات اللاتي اخبره عنهن فأبتسم واكمل طريقه للورشة .
· موقف (3)
ملحوظة "هذا الموقف مكتوب على هيئه نقاط ولا أدرى لماذا ؟ ، ربما كان يريد الانتهاء منه سريعا "
* كان يعمل صياد واستطاع تكوين ثروة .
* لديه عدة محلات ضخمة ، يعمل لديه الكثيرين ، يتعاقد معهم على انهم سيعملون ست ساعات مقابل مائتي جنيه شهريا ، ولكنه يعملون ست عشرة ساعة مقابل ثمانمائة شهريا .
* ممنوع استخدام المحمول أو الضحك أو الأكل أو الجلوس أثناء العمل .
* الكاميرات تملأ المكان ناهيك عن الجواسيس والملاحظين .
* يتزوج بفتاتين شهريا يذهبن إليه والمقابل شقة و سيارة وخمسون ألف جنيه مع اشتراط عدم الإنجاب .
* لديه ولدان يديرا العمل بقسوة وعجرفة بالغتين .
ملحوظة " الصفحات القادمة غير ذات أهمية تتكلم عن الفترة التي قضاها أثناء بناء المدينة الجديدة ، هناك عبارة أعلى يسار الصفحة "
" بين أحياء الفقراء والأغنياء خطا وهمي لا يستطيع أحدا تجاوزه "
أعلنت الحكومة عن احتياجها الشديد للكثير من الحرفيين والمرتبات مجزية .استقر بي المقام هناك اكثر من عامين ، انتهينا من تشيد المدينة التي كانت اقرب إلى الفنادق .
عدت إلى بيتي احمل الكثير من الأموال وأنا في حيرة بين الزواج أو عمل ورشة صغيرة .
· موقف (4)
يسقط غودارد وتيرمان وغالتون .
ملحوظة " أنا في الحقيقة لا اعرف أصحاب هذه الأسماء "
وبالرغم من صعوبة الاختبارات اعتمدت على ثقافتي المحدودة...بعدها بأيام انتشر الجنود في أحياءنا وأخبرونا بأننا اقل من مستوى الذكاء العادي، وسننقل لمكان آخر لرفع مستوانا، أخبرتهم بتمكني من حل الكثير من الأسئلة، دفعوني داخل الشاحنة بعنف حتى كادت عنقي أن تتهشم...ألقى الضابط علينا قائمة من الممنوعات اغلبها خاص بالزواج، هناك العديد من الورش وكلا سيعمل في حرفته...ذهبت لغرفتي لم استطع النوم وأوشكت على قطع ذراعي.
قبل دخولي المجمع اصطدمت عيني بفتاة رقيقة بريئة، انتبهت لنظراتي المنبهرة فعلا الخجل وجنتيها وتوارت عن نظري سريعا.
صارحتها بحبي ، بادلتني الشعور وذكرتني بمنعهم الزواج ،تزوجتها سرا ، وأثناء اجتماعي الثالث بها ، اقتحم الغرفة عددا من الجنود ، حاولت سترها بجسدي ، شعرت بعصا باردة توضع على ظهري فسرت دفقه من الكهرباء في جسدي وغبت عن الوعي ... عندما استيقظت وجدتني نائما في غرفتي ، وجلست لأكتب ما حدث .
ملحوظة " اقتحم بعض الجنود الغرفة وأطلقوا النار عليه فسالت دماءه على الأجندة وطمست ما فيها من كلم ، لا أدرى لماذا لم يقتلوه عندما ضبطوه متلبسا بالزواج يبدو أن الأوامر تغيرت ليكون عبرة لنا وقد كان "
..................................................................................
*(التنين) هكذا في الأجندة ومعناها الاثنين تقريبا.
إبراهيم محمد الكاشف
الصحراء الغربية
معسكرات العزل
المجمع 158 رجال
الغرفة 93
16/3/2086
14 /12/2006
هناك تعليقان (2):
ألف مبروك يا صاحبي علي المدونة الجديدة
وانت عارف رأيي في القصة من قبل كدة وقلتلك انها قصة حلووة
ربنا يكرمك ياصاحبي ونشوف احلي قصص واحلي ابداعات في مدونتك
تحياتي وحبي لك
- بس لو سمحت شيل تأكيد الكلمة لسهولة التعليق
محبتي واحارامي لك : اخوك مصطفي
شكرا يا مصطفي علي اهتمامك
إرسال تعليق