الجمعة، ديسمبر 02، 2011

بين عربات القطار999

تخرج من منزلها عند السابعة صباحا حاملة فوق رأسها بقجتها الضخمة المليئة بالملابس الداخلية الحريمى، والدبابيس والبنس ،تسير بتؤدة ...كثيرون حذروها من الغضروف ..هو آت لا ريب, آه لو تأخر قليلا حتى تنتهي (رندا) من الكلية ... تصل محطة الجيزة عند الثامنة والنصف..الكمسرية لا يسألون، توفر ثمن المواصلات...تقف بين العربات وتنزل بقجتها ...جلست أمام الوابور ،استعدت لوضع الطاسة على عينه، طرقات عنيفة، أطل صديق (باسم)بعينين زائغتين ليعلن غرقه، ألجمتها الصدمة...دعت عليه البارحة فشل في التعليم وفى الشغل، لم تكن تعلم أن أبواب السماء مفتوحة تلك الليلة ...آه لو قطع لسانها قبل الدعاء ...أحست بالدوار واستندت على الوابور لم تشعر بلسعات النار وهى تبتر خمسة من أصابعها ...كم تتمنى لو ترتدى لباسا جديدا بدلا من المهلهل الذي ترتديه ، تأخذ واحدا من القابعين في البقجة، ولكن يجب أن تجمع باقي المبلغ لشراء الجيبة والبلوزة لـ(رندا) قبل ذهابها للكلية لكيلا يعيرها أصدقائها ، متى تنتهي من الكلية وترفع عنها هذا الحمل ...توقف القطار ،ساعدها أحدهم على حمل البقجة .. لا تشكر أحدا تخلى الجميع عنها عند وفاة زوجها ، أوشكت على بيع نفسها اكثر من مرة لولا ستر الله ...خرجت ، نزلت الأنفاق ،نظرت بطرف عينها للمرأة المنقبة الواقفة على عكاز التي تمد يدها أكملت طريقها لمكانها أمام بائعي الكتب عند سور الأزبكية .

18/2/2007

الأربعاء، أكتوبر 19، 2011

آليات وقف حمامات الدم في الصعيد(مكافحة الميلشيات القبلية).

ثقافة الثأر, ثقافة متجذرة في المخيلة الاجتماعية الصعيدية, يؤمن بها المتعلم والأمي علي حد سواء, علاجها كعلاج الأورام السرطانية بحاجة لروح قتالية وفترة زمنية طويلة, كعادة مؤسسات الدولة في العهد البائد لم تحاول معالجة القضية من جذورها بل كانت تلجأ للتسكين والحلول الأمنية من احتجاز العشرات- بدون وجه حق - من ابناء العائلات المتناحرة, واجبارهم علي تسليم قطع سلاح وفي الغالب الأعم كانت العائلات تشتري اسلحة فاسدة لتسليمها للشرطة ويبقي سلاح الحرب في ايديهم كما هو....وكانت القبائل أو العائلات تلجأ للمهادنة ردا علي تنكيل الشرطة بها وتنتظر حتي تحين الفرصة وتحسم الأمر بتجدد الصراع وسقوط القتلي من جانبين أو من جانب واحد حسب ظروف الواقعة.
لهرس ثقافة الثأر وضربها في اعماق جذورها يجب عمل الآتي.
1- سحق العلاقات القائمة علي أساس قبلي, وأن يتحول ولاء المواطنين من العائلة والقبيلة للدولة والوطن...وذلك عن طريق الأتي.
أ- الغاء منصب العمدة ومنصب شيخ البلد لما لهما من دور كبير في تأجيج الصراع القبلي...فالمتوارث هو إختيار العمدة وشيخ البلد وفقا لمعيار قبلي (قوة القبيلة أو العائلة), وتدخل القبائل والعائلات في حروب استنزاف طويلة لإضعاف بعضهم البعض بشريا وماديا للوصول للسيطرة والنفوذ المطلق علي القرية.
ب- إنشاء نقاط للشرطة في كل القري لتكون الشرطة في مسرح الأحداث لتجهض أي محاولات لفرض النفوذ والسيطرة و حتي لا يكون الولاء لقبيلة أو لعائلة علي حساب الأخري..فالعمدة قد تلوثه إنتماءته القبلية.
ج- ألا تتعامل الدولة مع أي تنظيمات قبلية بأي حال من الأحوال لكي لا تعطيها شرعية تنظيمية في مواجهة الدولة أو الغير.
2 - حشد طاقات المجتمع المدني والأحزاب السياسية لكي تسهم بشكل فعال في إحداث ثورة ثقافية في ربوع مصر تقضي علي كل أشكال الرجعية والتطرف من المجتمع المصري.
3- تغليظ عقوبة حمل السلاح وخصوصا السلاح الآلي لخطورته الشديدة, وعدم التهاون مع حاملي السلاح.
4- محاولة عمل حملات لتطهير البلاد من السلاح.5- إسقاط التهم عن الذين يسلموا أسلحتهم للشرطة.

الأربعاء، أبريل 01، 2009

قريبا صدور روايتي المدينة التائهة

قريبا من دار فكرة للنشر والتوزيع
روايتي
المدينة التائهة
"النتن لا يشم رائحته بل يشمها الآخرون "
المدينة التائهة رواية تنطلق من تشابك أحداثها وتجسدها بشخوص مأزومين تطرح سؤالا هاما وهو لماذا يرجع التغيير الذي ينشده الناس بخفي حنين مع المفترض أن يكون للأفضل؟
فأحداث الرواية تدور في هذا الإطار حيث نجد ضيعة محكومة بسلطة استبدادية واستغلال فتحدث سلسلة من الانتفاضات لم تفضي إلا لمزيد من الاستبداد والاستغلال لذلك ستقودنا الرواية إلي سؤالا أخر وهو هل ذلك مرتبط بطبيعة البشر أم بطبية التحولات الاجتماعية التي تحدث بفعل العديد من العوامل والأسباب ولا يخفي علي الجميع أن الرواية تمثل المجتمع بشكل فني يساعد في معرفة الأزمات التي تعصف بأي مجتمع من المجتمعات, المدينة التائهة ليست بدعا من الروايات فهي تجعلك تلتقي بشخوص مأزومين اجتماعيا ونفسيا فتأتي تصرفاتهم متسقة مع أزماتهم ومن ضمن ما تطرحه المدينة التائهة من أفكار هي الانتهازية كصفة ملاصقة للاستبداد والفساد التي عبرت عنه الرواية في السطو علي السلطة في مراحل مختلفة من قبل شخوص مأزومين كما ذكرنا ويرتبط بذلك أيضا ما يسمي في علم الاجتماع السياسي بالثورات المضادة أو الردات قد جسدتها الرواية في أكثر من موضع انطلاقا من رؤية الكاتب لشخوصه وعلي حد تعبير الناقد والمفكر المجري جورج لوكاتش"أن الرواية في المجتمع الرأسمالي تعبر عن أزمة الطبقة الرأسمالية بعكس القصة القصيرة التي تعبر عن أزمة الطبقة الوسطي".
الخوف الذي ينساب في الشخصية الإنسانية يرتبط بمجتمع قامع ومستبد تحكمه سلطة قامعة ومستبدة يظهر في سياق أحداث الرواية وبالتالي يؤدي هذا الخوف إلي عجز الناس عن تغيير مصيرهم كما قال الزعيم الراحل-خالد الذكر-جمال عبد الناصر"الخائفون لا يصنعون الحرية......والمترددون لا تقو أيديهم المرتعشة علي البناء"
--
انني احس بكل صفعة توجه الي مظلوم فاينما وجد الظلم فذلك هو موطني

الأربعاء، ديسمبر 03، 2008

ميدان العشق..معبد الحب

في احدي الغرف الجانبية, خلع الكهان أرديتهم, دهنوا أجسادهم بزيت الشهيد(نيقولا) ,أغلقوا عيونهم, بصوت خفيض رددوا معا كلماته الأخيرة.
***
- في الزمن الغابر دارت معارك شرسة بين(نيقولا)والقسوة, أنتصر(نيقولا), طالبوه بقتلها, رفض, حاربها من اجل أبلاغها رسالة, باغتته القسوة من الخلف, وتمكنت من ذبحه.
***
- الزيت هو دماء الشهيد (نيقولا) وكلما اخذوا منه ازداد.
***
ارتدي الكهان أرديتهم, خرجوا للصباح بقلوب صافية تطهرت…اخرج إبليس لسانه, رقص, ضحك ضحكة مجلجلة وانصرف.

14/3/2007

السبت، أكتوبر 25، 2008

الفصل الرابع من رواية المدينة التائهة

عندما فتح الخدم أبواب مكان العجائب -هكذا تسميه- تأملت (علياء) بطرف عينيها العسليتين وجه (تيسير) المليء بالبثور، لم تفلح في قمع الابتسامة الظافرة لرؤيتها الحسرة والكآبة تتراقصان على وجه (تيسير).. لطالما شعرت بالنيران المستعرة داخل صدرها لجمالها الطاغي، كانت تعمل نادلة لتوفير النفقات الباهظة للدراسة؛ فالتعليم سينقلها نقلة كبيرة وسيتغير وضعها المالي، كانت تجلس كل يوم في المطعم الذي تعمل فيه وتُغرق في إصدار الأوامر لإذلالها.. كثيرًا ما تتعمد طرح سؤال عن ارتدائها لنفس الفستان طوال العام ، يصفر وجهها وتطرق رأسها خجلًا، تصفعها الاستنكارات بعد رحيلها لتعمدها إحراجها، ببرود وصلافة تصعر خدها ولا ترد. علمت (علياء) من إحدى صديقاتها بزواج (تيسير) من أحد كبار رجال الدولة في بلاد ما وراء الجبل، ضحكت ضحكة مجلجلة، وقالت بسخرية. - بالطبع تزوجها من أجل التملق لأبيها ومن أجل أموالها، فهذا الوجه القبيح لا يستحق سوى البصق عليه. دعتها للعشاء بالضيعة، أسرعت (تيسير) بتلبية الدعوة لترى ما آلت إليه (علياء)، يقولون أن أنيابها سنت، ستنزعهم فزوجها أخبرها أنهم يسعون لاستعادة الضيعة باعتبارها جزءًا منهم. " يبدو أنك من كسرت يا (تيسير)، كيف لم تسعي للإيقاع بـ(قاهر)؟" أشارت (علياء) لصندوق زجاجي ضخم تسبح داخله سمكة وجهها كوجه الخنزير وقالت بتعجرف: - أنها تدعى الأطم، من عجائب بحر الصين. - قالت (تيسير) بمرارة ودهشة: - أذهبت للصين؟. أجابتها بلا مبالاة: - نعم عدة مرات. - وأشارت لصندوق آخر قائلة. - أما هذا النوع من السمك فهو من عجائب بحر الهند، يدعى الكوسج، وهو كالأسد في الماء إذا أدرك سمكة كبيرة قطعها. وأشارت لقفص حديدي يتقافز داخله نسناس، له أجنحة كأجنحة الخنافس من أصل الأذن إلى الذنب، وقالت: - إنه من جزيرة راتج في حدود الصين أقصى بلاد الهند. وأشارت لقفص حديدي بداخله إنسان، من وسطه إلى أسفله بدن امرأة، ومن وسطه إلى فوقه بدنان مفترقان تبدو آثار الحزن على الوجهين المتقابلين، ثم أشارت لدجاجتين إحداهما برأسين والأخرى بأربعة أرجل، ابتسمت (تيسير) وقالت: - أنت تعشقين كل غريب حتى في الغرام، اخترت أقبح شبان الجامعة، تزوجته من أجل ماله أليس كذلك؟، يقولون إن بلادنا تنظر إلى ضيعتكم على أنها جزءًا منها ويسعون لضمها. ابتسمت (علياء) بخبث، وقالت ببرود وسخرية: - أما عن القبح فكثيرًا ما وجد أصحابه من يتزوجهم من أجل مال أو سلطة والد، وبالنسبة للضيعة فلن يستطيع أحد أخذها، أرأيت المدافع المتناثرة على الشاطئ. طالبت (تيسير) بالطعام فالجوع يمزقها، ثم رحلت بعد الانتهاء منه لاعنة في سرها (علياء)، وأقسمت على عدم العودة لهذا المكان مرة أخرى.

الاثنين، سبتمبر 08، 2008

لمحه من حياة الكائن صفر


أحيانا أشعر بمذاق الموت اللاذع في حلقي وأشم رائحته النفاذة التي تزكم انفي..رأيتني مرارا مسجى فوق رمال الصحراء المحرقة , تغطى الدماء وجهي وجسدي , وترتوي من دمائي رمال الصحراء التي يتسع فمها لابتلاع الجميع .
رأيتني أيضا أسير في الصحراء بلا هدف وخلفي كثيرون ،نصارع من اجل الحصول على كسرة خبز أو قطرة ماء , أعيتنا حرارة الشمس وكثرة المشي يسقط هذا أو ذاك , يقف , يكمل السير بقدم أنهكها التعب .
يسقط ...................
ويسقط .................
ويسقط¬ .................
انظر خلفي , أرى نفسي وحيدا, فلا أجد بدا من السقوط .
جلس على سور الكوبري المخترق لجسد النهر , وأعطى وجهه للماء , اطل بعينين حزينتين أنهكتها الأيام إلى السماء وهى تعانى بثوبها الشفاف آلام المخاض لتعلن قدوم الشمس وقال .
- لماذا أتت بي أمي إلى هذه الدنيا ؟!
يشعر بأنه الأقل , وان الجميع يضغطون بأحذيتهم الغليظة فوق رقبته النحيلة , يتحاشى الشجار مع أصدقائه بعد ما حدث له وهو في المرحلة الابتدائية, تشاجر مع أحداهم التف حوله الجميع وكأنه عدوهم الأوحد اللدود , انطلقت الأيدي والأقدام لا تترك موضعا من جسده ألا وطأته وبقوة .
ترك أصدقاءه وذهب لكي يصادق غيرهم , شعر معهم بآدميته , ذهب القدامى إلى الجدد وقصوا عليهم حكايته , نبذوه ولم يجد أحدا يصادقه , تلقى عرض من أصدقاءه القدامى أما أن يعود إليهم أسوء مما كان وإما لن يجد أحدا يصادقه , فهم خلفه مصدرا لإزعاجه , وإفشاء ما يعلمون لمن يحاول أن يصادقه , أصابته شذرة من عزة النفس , رفض , لم ينجو من مضايقتهم له حتى وافق وبشروط اقل .
ـ متى ستحرر أرضنا المغتصبة من نير الاحتلال الغاشم؟!
قال أحد أصدقاءه ضاحكا .
- لا أدرى يا آخي , لماذا تعتقد أن كل شئ مثل أمك ؟!
لم يحتمل الضربة القوية على جرحه القديم الغائر الرافض للاندمال , امسك بتلابيبه، التف حوله الجميع .
لملم جسده بصعوبة , وذهب إلى مكانه المفضل النهر , تذكر ما حدث له منذ قليل و منذ قديم ونظر إلى الماء وألقى نفسه بين أحضانها , غاص ........!!!!
وغاص ........!!!!
وغاص ........!!!!
اقترب من القاع , نظر لأعلى رأى ضوء الشمس البكر يتسلل بهدوء إلى الماء وقال .
- مادام هناك موت , فلماذا لا أموت وأخذ معي عدد من هؤلاء ؟! , سبب تعاستي وتعاسة أمي , وتلطيخ جبهتها طوال هذه السنين , واثبت للجميع أنني انتمى لهذا الوطن ولا اقل عنهم حبا له .... !!!!


20/9/2004

الثلاثاء، أغسطس 19، 2008

التبادل ألقسري

حدق(كريم)مليا في لوحته المفضلة..العشاء الأخير..أرتبك ارتطمت يده بحاوية الملح فانسكبت..أبتسم المسيح وقال بهدوئه المعتاد.
-لماذا أنت مضطرب اليوم يا(يهوذا)؟،وتخشي النظر إلى عيني.
مد (كريم) يده ليمسح حبات العرق المتوجة جبين المسيح.أبتسم.حياه,ودعاه للدخول...حياه الجميع،أبتسم(يهوذا),أحتضنه,أمسك بيده,أوقفه مكانه،أنطلق يعدو باتجاه الخارج غير عابي بصرخات (كريم)التي انطبعت علي اللوحة.
3/3/2007